الرياضة السعودية- طموح ولي العهد، تحديات الولاء، وآمال الجماهير

المؤلف: ماجد الفهمي08.22.2025
الرياضة السعودية- طموح ولي العهد، تحديات الولاء، وآمال الجماهير

منذ انطلاق النهضة الرياضية الحقيقية في تاريخ المملكة العربية السعودية، لم نشهد اهتمامًا عالميًا موازيًا لما حظينا به في الموسمين الأخيرين. ولا عجب في ذلك، فالرؤية الملهمة لسيدي ولي العهد هي التي رسمت مسار هذا الصعود العالمي المذهل. وكما تردد الجماهير بهتافات حماسية "لا يوقف، لا يوقف"، نناشد صندوق الاستثمارات العامة والشركات المالكة للأندية الأخرى "لا تتوقفوا!"، واستمروا في استقطاب ألمع نجوم كرة القدم في العالم. هذا يعزز قوة الدوري السعودي أولاً، ويضمن استمرار هذا التألق المبهر ثانيًا، فالاستحقاقات الكبرى التي ستستضيفها المملكة على مدى السنوات العشر القادمة تستحق هذا الجهد المتواصل والالتزام الراسخ. ولكن، مما يثير الاستغراب أن الأجواء تبدو هادئة بشكل مقلق! فسوق الانتقالات الصيفية قد بدأ منذ أسابيع، والأندية تعيش حالة من الركود الملحوظ. لم نشهد حتى الآن سوى تعاقدات متواضعة، والآمال معلقة على الفترة القادمة لنشهد صفقات مدوية تجعل الصحافة العالمية تتناقل أخبار قوة الصفقات السعودية بدهشة وإعجاب. وفي سياق آخر، يبدو أن مقالي الذي نشرته يوم الخميس الماضي قد لامس جرحًا عميقًا لدى جماهير النادي الأهلي، عندما تحدثت عن أن أبناء النادي هم الأجدر بالحرص على مصلحته، بدلًا من الاعتماد على نهج الشركات العامة الذي يتجاهل الميول والانتماء الحقيقي. ولكن، لماذا لا نرى هذا الشعور بالغيرة على الأندية الأخرى مثل الهلال والاتحاد؟ لماذا لا نجد أهلاويًا أو نصراويًا يعمل في الهلال؟ لماذا لا نرى أهلاويًا يتخذ القرارات المصيرية في الاتحاد؟ بينما نجد من يتولى زمام الأمور في الأهلي من الاتحاديين، وفي المجلس التنفيذي هلالي يصرح قائلًا "مالي في الكورة"؟ يا له من موقف مؤسف! هذا خلل جسيم يا سيدي الصندوق! وقد طالبت مرارًا وتكرارًا بتصحيحه وتحقيق المساواة بين جميع الأندية، بنفس الطريقة التي تدار بها شؤون نادي الهلال. فليس من المنطقي أن نسمح لهلاليين واتحاديين داخل النادي الأهلي بتغليب ميولهم وانتماءاتهم تجاه أنديتهم الأصلية، بدلًا من الحرص على مصلحة بيت غريب عنهم اسمه الأهلي، بل هو منافس شرس لميولي وولائي. هذه المعادلة غير متوازنة وغير مقبولة، بل هي خاطئة بكل المقاييس! حافظوا على مشروع سيدي ولي العهد الطموح، من خلال العمل الجاد ومنح كل نادٍ حقه الكامل في اتخاذ القرارات، مع إعطاء الأولوية لمن يتمتعون بالولاء والانتماء الحقيقي للنادي. وإلا، فستستمر الجماهير في التعبير عن استيائها، والسبب بسيط وواضح: عينوا في كل نادٍ كفاءات من أبناء النادي المخلصين. وصل الله على محمد. فاصله منقوطة؛ الانتماء ليس مجرد كلمة عابرة، بل هو شعور عميق يسكن الروح، نما وترعرع مع مرور الأيام، وجرى في شرايين الدم، حتى أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا. فلا تدخل بيتي وتدعي الانتماء إليه، وأنا أعلم أن قلبك معلق بمكان آخر، وأن يدك تعمل هنا فقط.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة